تُعتبر موجات الحر حالة طوارئ وليست مصدر إزعاج موسمي
أصبح تهديد الاحتباس الحراري حقيقة يومية ابتداءً من شهر أيار/مايو. وفقًا للتوقّعات السنوية لدرجات الحرارة الصادرة عن المراكز الوطنية للمعلومات البيئية (NCEI)، من المرجح أن يصنّف عام 2021 من بين السنوات العشر الأكثر دفئًا على الإطلاق.
على الرغم من الأدلّة القاطعة حول تأثيرات درجات الحرارة المرتفعة على عدد الوفيات، ومع توقع أن يعيش ما يقدر بثلاثة مليارات شخص في أماكن ذات درجات حرارة تكاد تكون “غير صالحة للعيش” بحلول عام 2070، لا يزال هناك عدد أقل من الدراسات المكرسة لهذا الأمر مقارنة بتأثيرات تلوّث الهواء. كشف بحث أجري في الصين عام 2014 عن وجود علاقة بين موجات الحرارة وزيادة معدلات الوفيات الناتجة عن اضطرابات القلب والأوعية الدموية (زيادة 46.9٪) واضطرابات الجهاز التنفسي (32٪) والسكتة الدماغية (51.3٪).
ماذا يحدث خلال موجة الحر؟
عندما تُرسل مستشعرات داخلية إشارات إلى الدماغ بأن الجسم يسخن، فإنّ الغدّة النخامية (hypothalamus)، وهي جزء صغير في قاعدة الدماغ مسؤولة عن العديد من الوظائف مثل إفراز الهرمونات وتنظيم درجة حرارة الجسم، تُرسل إشارات تمدد الأوعية الدموية القريبة من الجلد، مما يؤدّي إلى زيادة انتشار الدم في تلك المنطقة وفقدان الحرارة. يتواصل جزء آخر من الدماغ، النخاع المستطيل (medulla oblongata)، مع القلب لزيادة معدّله وكمية الدم التي يتم ضخها في كل نبضة. أثناء موجة الحر، يؤدّي زيادة تركيز الدم (haemoconcentration)، أي زيادة تركيز خلايا الدم الحمراء في الدم المنتشر، الناتج عن التعرق إلى زيادة عبء العمل القلبي، والجفاف، ونفاد الملح، ولزوجة الدم وخطر تجلط الدم (thrombosis)، ويُعتبر الأخير السبب الأكثر شيوعًا لاضطرابات القلب والأوعية الدموية.
يؤدّي فقدان السوائل والأملاح مع انخفاض ضغط الدم إلى تقلصات عضلية وصداع وإرهاق، بالإضافة إلى دوخة وارتباك وغثيان يمكن أن يؤدي إلى الإغماء. يُعتبر الشخص الذي يعاني من واحد أو أكثر من هذه الأعراض أثناء موجة الحر مُصابًا بالإنهاك الحراري. إذا لم يتم تخفيض درجة حرارته في غضون 30 دقيقة، فيجب طلب المساعدة الطبية المتخصصة. في حين أن الأشخاص في كامل صحّتهم يمكن أن يتأقلموا بسهولة مع ارتفاع درجة الحرارة، يصعب على الأشخاص فوق 65 عامًا، أو أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل مرض السكري، التعامل مع إجهاد الحرارة على الجسم. على سبيل المثال، يمكن لمضاعفات مرض السكري (النوع 1 و 2) أن تجعل المرضى يفقدون الماء بسرعة أكبر، وتُغيّرعمل الأوعية الدموية ونسب التعرق.
إليكم بعض النصائح خلال موجات الحر الصيفية:
1. أكثروا من شرب الماء
حتى لو لم نشعر بالعطش، يجب شرب الكثير من السوائل خلال النهار، وأخذ فترات راحة منتظمة ثم شرب الماء مرة أخرى عند الراحة. يوصى بشرب ثمانية أكواب، أو ما يقارب من لترين من الماء يوميًا، و لترين ونصف لترًا خلال أشهر الصيف. يُعتبر الشرب على فترات أقصر أكثر فعالية من شرب كميات كبيرة بشكل متكرر.
2. تجنّبوا أوقات ذروة الشمس
تشهد الفترة الزمنية بين الساعة 10 صباحًا و 4 مساءً ذروة درجات الحرارة العالية. يجب تقليل من الوقت في الخارج تحت أشعّة الشمس وتجنّب الأنشطة الشاقة في الهواء الطلق وممارسة التمارين الرياضية خلال هذا الوقت. عند ضرورة الخروج، تأكدوا من بقائكم وبقاء الآخرين، وخاصة كبار السن، في الظل قدر الإمكان. ارتدوا واقيًا من الشمس وقبعة واحملوا مظلة إذا لزم الأمر.
3. تجنّبوا المشروبات التي تحتوي كافيين
يجب تجنّب المشروبات الغازية أو القهوة أو مشروبات الطاقة أو غيرها من المشروبات المحتوية على الكافيين لأنها تسبب الجفاف. يمكن استهلاك كمية كبيرة من الماء بتناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان الغنية بالمياه في نظامنا الغذائي، مثل البطيخ والملفوف والزبادي (اللبن).
4. ارتدوا ملابس خفيفة
يساعد ارتداء ملابس واسعة وذات لون فاتح، وقبّعة مصنوعة من مادة قابلة للتنفس على فقدان الحرارة، بينما تحبس الملابس الضيّقة الحرارة.
5- حافظوا على لياقتكم البدنية
تساعد ممارسة الرياضة اليومية والتمارين المعتادة الجسم على تحمّل ارتفاع درجات الحرارة.
يتم توفير هذا المحتوى للحصول على معلومات عامة فقط، ولا ينبغي التعامل معه كبديل للنصيحة الطبية لطبيبك أو أي متخصص رعاية صحية آخر. اتصل بطبيبك المحلي في حالة الطوارئ إذا كنت تعاني أنت أو أي شخص آخر من أعراض مرتبطة بالحرارة.